كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويروي عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب لرسول اله صلى الله عليه فقال لي اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فجاء عبد الله بن أم مكتوم فقال يا رسول الله إني أحب الجهاد في سبيل الله ولكن بي من الزمانة ما قد ترى ذهب بصري قال زيد فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه على فخذي حتى خشيت أن ترضها ثم سري عنه ثم قال اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر.
ويجوز أن يكون غير منصوبا على الحال المعنى لا يستوي القاعدون في حال صحتهم والمجاهدون كماتقول جاءني زيد غير مريض أي جاءني زيد صحيحا.
{ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ومن يشاقق الرسول نوله ما تولى} [114 و115].
قرأ أبو عمرو وحمزة ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف يؤتيه بالياء أي فسوف يؤتيه الله وحجتهما أنه قرب من ذكر الله وهو قوله مرضاة الله فجعلا الفعل بعده على لفظ ما تقدمه ليأتلف نظام الكلام على سياق واحد.
وقرأ الباقون فسوف نؤتيه بالنون وحجتهم في قوله قبل آيات: {ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما} [74] فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه قوله نوله ونصله قد مضى ذكرها.
{فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا} [124].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فأولئك يدخلون الجنة بضم الياء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله وكذلك في مريم وحم المؤمن وحجتهم قوله وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخرى ذكرها اليزيدي فقال ذلك إذا كان بعدها ما يؤكدها مثل ولا يظلمون ويرزقون ويحلون لأن الأخرى توكيد الأو فإذا كان لم يكن معها ذلك فالياء مفتوحة مثل قوله في الرعد: جنات عدن يدخلونها وفي النحل جنات عدن يدخلونها.
وقرأ الباقون يدخلون الجنة بفتح الياء وضم الخاء وحجتهم قوله ادخلوها بسلام آمنين ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فكان أمر الله إياهم أن يدخلوها دليلا على إسناد الفعل إليهم اعلم أن المعنيين متداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا دخلوا فبإدخال الله إياهم يدخلون.
فأما سيدخلون جهنم ففتح أبو عمرو لأنه لم يأت بعده ما يؤكده مثل ما جاء في سائر القرآن من يرزقون ولا يظلمون.
{فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا} [128].
قرأ عاصم وحمزة والكسائي أن يصلحا بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام وحجتهم في ذلك أن العرب إذا جاءت مع الصلح ببين قالت أصلح القوم بينهم وأصلح الرجلان بينهما قال الله جل وعز فأصلحوا بينهما وإذا لم تأت ببين قالوا تصالح القوم وتصالح الرجلان ففي مجيء بينهما مع قوله أن يصلحا دليل واضح على صحة ما قلنا وأخرى لو كان الصواب يصالحا لجاء المصدر على لفظ الفعل فقيل تصالحا لا صلحا فلما جيء بالمصدر على غير بناء الفعل دل ذلك على أنه صدر على غير هذا اللفظ.
وقرأ الباقون يصالحا بفتح الياء وتشديد الصاد وفتح اللام أي يتصالحا فأدغموا التاء في الصاد لقرب مخرجهما وحجتهم أن المعروف من كلام العرب إذا كان بين اثنين مشاجرة أن يقولوا تصالح القوم فهم يتصالحون ولا يكادون يقولون أصلح القوم فهم مصلحون وأخرى أنه لو كان الوجه أن يصلحا لخرج مصدره على لفظه فقيل إصلاحا قلت هذا غير لازم لهم وذلك أن العرب تضم الاسم موضع المصدر فتقول هذا يوم العطاء أي يوم الإعطاء وفي التنزيل وأنبتها نباتا حسنا ولم يقل إنباتا.
{وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعلمون خبيرا} [135].
قرأ حمزة وابن عامر وإن تلوا أو تعرضوا بضم اللام.
وقرأ الباقون وإن تلووا بواوين من لويت فلانا حقه ليا أي دافعته وماطلته يقال لوى فلانا غريمه.
قال أبو عبيدة يقال رجل ليان وامرأة ليانة أي مماطلة فمعنى تلووا تدافعوا وتمطلوا وحجتهم في ذلك ما جاء في التفسير إن لوى الحاكم في قضيته فإن الله كان بما تعملون خبيرا وأخرى روى ابن جريج عن مجاهد وإن تلووا أي تبدلوا الشهادة أو تعرضوا أي تكتوها فذهب مجاهد أن هذا خطاب من الله جل وعز للشهداء لا للحكام واصل الكلمة تلويوا فاستثقلوا.
الضمة على الياء فحذفوها وحذفت الياء لالتقاء الساكنين ثم ضموا الواو لمجاورتها الثانية.
ومن قرأ بواو واحدة ففيه وجهان أحدهما أن يكون أصله تلووا فأبدل من الواو المضمومة همزة فصار تلؤوا بإسكان اللام ثم طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللام فصار تلوا ويجوز أن يكون من الولاية من قولك وليت الحكم والقضاء بين الرجلين أي إن قمتم بالأمر أو أعرضتم فإن الله كان بما تعملون خبيرا والأصل توليوا فحذفت الواو كما حذفنا من يعد فصار تليوا ثم حذفنا الياء ونقلنا الضمة إلى اللام فصار تلوا.
{آمنوا بالله ورسوله والكتب الذي نزل على رسوله والكتب الذي أنزل من قبل} [136].
قرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر والكتاب الذي نزل على رسوله بضم النون وكسر الزاي والكتاب الذي أنزل من قبل بضم الألف وكسر الزاي على ما لم يسم فاعله وحجتهم قوله: {وآمنوا بما نزل على محمد} وقوله: {وما أنزل إلينا وعلينا} وأشباه ذلك قرأ الباقون نزل أنزل وحجتهم أنه قرب من ذكر الله في قوله آمنوا بالله ورسوله.
{وقد نزل عليكم في الكتاب أن} [14].
قرأ عاصم وقد نزل عليكم بفتح النون والزاي نسقه على ذكر الله قبل الآية وقرأ الباقون بضم النون وكسر الزاي جعلوا خبرا مستأنفا.
{وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} [142].
قرأ الكسائي في رواية نصير كسالى بإمالة الألف التي قبل اللام وكسر السين وحجته في ذلك أنه لما أمال الألف التي بعد اللام أمال الألف التي قبل اللام بإمالة اللام فتبعتها السين وكذلك حجته في سكارى ويتامى والنصارى وأسارى.
وقرأ الباقون بفتح السين وحجتهم أن الفتح باب السين لمجيء الألف بعدها.
{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} [145].
قرأ عاصم وحمزة والكسائي في الدرك بسكون الراء وقرأ الباقون بفتح الراء وهما لغتان مثل النفر والنفر والطرد والطرد.
{والذين آمنوا بالله ورسله أولئك سوف يؤتيهم أجورهم} [152].
قرأ حفص عن عاصم أولئك سوف يؤتيهم بالياء إخبار عن الله وحجته قوله والذين آمنوا بالله ورسله.
وقرأ الباقون نؤتيهم بالنون أي نحن نؤتيهم.
{وقلنا لهم لا تعدوا في السبت} [154].
قرأ نافع لا تعدوا ساكنة العين مشددة الدال وحجته قوله وكانوا يعتدون والأصل لا تعتدوا ثم سكن التاء وأدغم في الدال فصار تعدوا.
وقرأ ورش لا تعدوا بفتح العين نقل فتحة التاء إلى العين مثل يهدي.
وقرأ الباقون لا تعدوا خفيفة الدال من قولك عدا يعدو إذا جاوز في الحدر وحجتهم قوله إذ يعدون في السبت.
{أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما} [162].
قرأ حمزة أولئك سيؤتيهم بالياء إخبارا عن الله وقرأ الباقون سنؤتيهم بالنون أخبر عن نفسه أي نحن سنؤتيهم.
{وآتينا داود زبورا} [163]
قرأ حمزة: {وآتينا داوود زبورا} برفع الزاي أي كتبا وصحفا جمع زبر وزبور كبيت وبيوت.
وقرأ الباقون: {زبورا} بالفتح وحجتهم أن الآثار كذا جاءت زبور داوود وكما جاء توراة موسى وإنجيل عيسى. اهـ.